"القيام بالقرآن سِر القوة"
لمَّا أراد الله سبحانه وتعالى تكليف نبيه مُحمد ( صلى الله عليه وسلم ) بواجب التبليغ والدعوة وهو حملٌ ثقيلٌ جداً ، وجَّهه إلى ما يُعينه عليه وهو القيام بالقرآن ، فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ 
أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ 
تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. إِنَّ نَاشِئَةَ 
اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا. إِنَّ لَكَ فِي 
اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل1 - 7 ]
"جاء سعد بن هشام بن عامر إلى عائشة ( رضى الله عنها) " يسألها عن قيام النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فقالت : أَلسْتَ تَقْرأُ يَا أَيُّهَا المزمل ؟ ، قلت : بلى ، قالت : فإن الله عز وجل افترض قيام الليل فى أول هذه السورة فقام نبى الله ( صلى الله عليه وسلم) وأصحابه حولاً وأمسك الله خاتمتها اثنى عشر شهراً فى السماء حتى أنزل الله فى آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة "  صحيح البخارى 
فلماذا هذا القيام ؟ وبهذه الكيفية ، والكمية ، وبهذه المُدة ، سنة كاملة ؟! 
إنه الإعداد والتكوين والصناعة لأولئك النفر الذين كُلِّفوا بتبليغ الدعوة وحمل الرسالة .
إن الجيل الذى يُحقق النصر للأمة جاء وصفه فى آخر آية من سورة الفتح ، وهى قوله  تعالى :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ 
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا 
سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي 
وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح:29]   
 فمتى تَوفَّر هذا الجيل فى الأمة تَحقق لها بإذن الله تعالى النصر والتمكين والسيطرة على العالم ، وكانت أمة قوية تهابها كل الأمم وتذعن وتخضع لها .
 لقد أصيب بعض المُسلمين بالشعور بالنقص والضعف وهو يشاهد واقع العالم كل يوم ، وما ذاك إلا بسبب هجره للقرآن وبعده عن فقه معانيه العظيمة !
 ...................................................................